اعتقال مؤسس Telegram في باريس. ما الذي يعنيه ذلك للعملات المشفرة؟
اعتقلت السلطات الفرنسية مؤسس Telegram ورئيسها التنفيذي "بافيل دوروف" في 24 أغسطس، حيث وجهت إليه اتهامات بارتكاب عدة جرائم جنائية مرتبطة بدوره في منصة المراسلات الشهيرة.
أُطلِق سراح المواطن الفرنسي من أصل روسي، والبالغ من العمر 39 عامًا، بكفالة 5 ملايين يورو بعد مثوله أمام المحكمة في 28 أغسطس، لكنه ممنوع من مغادرة فرنسا وهو مُلزَم بإبلاغ السلطات بمكانه مرتين أسبوعيًا أثناء سير التحقيقات. تشمل الاتهامات الموجَّهة إلى "دوروف" تسهيل ممارسة الأنشطة غير القانونية عبر منصة Telegram، وغسيل الأموال، ورفض التعاون مع سلطات إنفاذ القانون. علاوةً على ذلك، عادت قضية خاملة لأكثر من عام إلى الظهور، والتي تتعلق بادعاءات إساءة معاملة الأطفال، مما زاد الطين بلة وأضاف إلى المشاكل القانونية التي يواجهها "دوروف". ينفي "دوروف" بدوره هذه الاتهامات، والتي تصل عقوبتها في حال إدانته إلى 20 عامًا في السجن، كما يؤكد على امتثال Telegram للقوانين المحلية.
يراقب متداولو العملات المشفرة تطورات الموقف القانوني لـ "دوروف" عن كثب. الجدير بالذكر أن Telegram أصبحت أحد المنصات الرائجة في مجتمع العملات المشفرة، كما أنها مرتبطة بمنظومة تضم عددًا من الرموز المميَّزة الناجحة، مثل Toncoin (TON) وNotcoin (NOT)، بالإضافة إلى بعض التطبيقات والألعاب التي حازت شهرة واسعة مثل Hamster Kombat. ويجادل المنتقدون لخطوة اعتقال "دوروف" أنها تمثِّل تهديدًا صريحًا لحرية التعبير، وهي القيمة التي يتبناها أنصار العملات المشفرة على نطاقٍ واسع.
مسيرة "بافيل دوروف" المهنية وتاريخه مع Telegram
ذاع صيت "دوروف" للمرة الأولى باعتباره مؤسس لأكبر شبكة اجتماعية في روسيا VK (والتي كانت تُعرَف في السابق باسم VKontakte). حوَّل "دوروف" تركيزه بعد إقصائه من VK إلى تطبيق Telegram، والذي أسسه في عام 2013.
Telegram هو تطبيق للمراسلة الفورية مشابه لتطبيقات مثل WhatsApp وMessenger. ويحظى التطبيق بشهرة واسعة لا سيما في روسيا وأوكرانيا ودول الاتحاد السوفيتي السابقة. رفض Telegram تاريخيًا التعاون مع سلطات إنفاذ القانون رغم الطلبات الكثيرة التي تلقاها بهذا الشأن، حيث أكَّد على التزامه بالحياد وحماية خصوصية المستخدمين.
تزايدت شهرة Telegram بسرعة هائلة حيث بات ملاذًا للمستخدمين الباحثين عن تأمين مراسلاتهم، حتى برغم الانتقادات والمعارك القانونية التي تعرض لها في جميع أنحاء العالم بسبب رفضه القاطع لمشاركة البيانات مع السلطات الحكومية. وادَّعى فريق Telegram مرارًا وتكرارًا أنه اتخذ إجراءات صارمة لإغلاق القنوات التي تزاول أنشطة غير مشروعة، مثل تجارة المخدرات أو الأسلحة. برغم ذلك، تواصلت حملات الانتقادات والتدقيق التنظيمي بسبب رفضه المساعدة في التحقيقات التي تجريها منظمات حكومية.
تتعلق المعركة الرئيسية التي يخوضها "دوروف" في المحاكم الفرنسية أساسًا بالجدل حول ما إذا كان ينبغي أن تتحمل منصات مثل Telegram (ومالكيها) المسؤولية عن نشاط المستخدمين، وهو ما يثير التساؤل حول قدرة أنصار معسكر الليبرالية واللامركزية على الانتصار في نهاية المطاف. واصل Telegram النمو بمعدلات هائلة رغم هذه التحديات حتى أصبح واحدًا من التطبيقات الأكثر تحميلًا على الهواتف الذكية حول العالم.
الدعم لـ "دوروف"
رسَّخ انحياز "دوروف" لمبادئ الخصوصية من مكانة Telegram كرمز للحرية الرقمية، لكنه في الوقت نفسه جعله هدفًا للسلطات التي تتهمه بالمشاركة في أنشطة غير مشروعة. احتشد مؤيدو مؤسس Telegram، بما في ذلك العديد من الشخصيات البارزة في قطاعات سلسلة الكتل والأمن السيبراني والتكنولوجيا، خلف هاشتاج #FreeDurov على منصات التواصل الاجتماعي.
ووصف المحقق الشهير في وكالة الأمن القومي الأمريكي، "إدوارد سنودن"، اعتقال "دوروف" بأنه "اعتداء سافر على حقوق الإنسان الأساسية في التعبير والتنظيم." واتهم "سنودن" فرنسا باحتجاز "دوروف" كأنه "رهينة" بهدف الضغط للوصول إلى مراسلات خاصة على Telegram.
كما تعهد مؤسس Tron جاستين صن بتقديم مليون دولار لمنظمة مستقلة لامركزية (DAO) تدعو إلى إطلاق دوروف، لينضم إلى موجة الدعم التي أعلنت عنها شخصيات بارزة إيلون ماسك، والمؤسس المشارك لإيثريوم فيتاليك بوتيرين، والمرشح الرئاسي الأمريكي السابق روبرت ف. كينيدي جونيور.
بدوره، أنكر الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" وجود أي دوافع سياسية وراء اعتقال "دوروف"، مؤكدًا على التزام فرنسا بحماية حرية التعبير والتواصل.
كيف سيؤثر اعتقال دوروف على شبكة Telegram Open Network (TON)؟
يأتي اعتقال دوروف في وقت تخضع فيه التعاملات المالية لشبكة The Open Network (TON، المعروفة سابقًا باسم Telegram Open Network)، وهو مشروع بلوكتشين أطلقه دوروف ومرتبط في الأصل بTelegram، للتدقيق الصارم. وبرغم ابتعاد دوروف رسميًا عن TON بعد معركة قانونية مع هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في عام 2020، لا يزال المشروع يعمل بطريقة لامركزية كشبكة بلوكشين من الطبقة الأولى، كما تساهم العديد من فرق العمل مستقلة في تطويره بشكل نشط.
ونظرًا لأن كثيرين لازالوا يرون المشروع جزءً من إرث دوروف، أثارت مشاكله القانونية مخاوف بشأن المناخ التنظيمي للرموز المرتبطة بشبكة TON، وهو ما أثر على معنويات السوق وأثار تساؤلات حول مستقبل الشبكات اللامركزية المرتبطة بشخصيات بارزة تواجه مشاكل قانونية.
ألقت التحديات القانونية التي يواجهها دوروف في فرنسا بظلالها على TON، وهو ما أثر على ثقة المستثمرين وتسبب في تقلبات أسعار الرموز ذات الصلة. هرول بعض المستثمرون لسحب أموالهم، وهو ما خلق ضغوطًا على سيولة الشبكة، فيما ظل آخرون ملتزمون برؤية دوروف لمستقبل الإنترنت اللامركزي. ولكن على أي حال، غذت المخاوف بشأن التدقيق التنظيمي والملاحقات القانونية لمؤسسها المفترض حدة التقلبات. واجهت الشبكة أيضًا مشكلات فنية، بما في ذلك الانقطاعات المرتبطة بأنظمة المجموعة المفتوحة اللامركزية (DOGS)، وهو ما سلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها مشروعات سلاسل الكتل في الحفاظ على استمرارية خدماتها.
مصير رموز TON
تراجعت أسعار Toncoin وNotcoin بأكثر من 20% بعد اعتقال "دوروف"، وهو ما يُعزى بشكل رئيسي إلى علاقاتهما الوثيقة مع Telegram، حيث عزز تكاملها مع شبكة المراسلات الشهيرة من معدل التبني بوتيرة ملحوظة. انخفضت القيمة الكلية للأصول المحتجزة على شبكة TON بنحو 40%، كما خسر Toncoin أكثر من 2.4 مليار دولار أمريكي من قيمته.
وبرغم تأكيد TON Foundation على استقرار الشبكة وتماسكها، بدأ بعض المستثمرين بالفعل في الانسحاب. تجلَّى ذلك في إقدام أحد كبار مزودي السيولة على سحب حوالي 2 مليون دولار أمريكي من Toncoin بعد أن باع 356,545 TON، ما أدى إلى مزيد من الضغط على الأسعار. ويحمل البائع المذكور اسم "Elite Uniswap V3 LP"، حيث قام بتحويل الأموال المسحوبة إلى عملات USDT وإيثريوم. على النقيض من ذلك، قام بعض المستثمرين، مثل "أندريه جراشيف" من DWF Labs، بشراء TON لإظهار الدعم. انخفضت القيمة الكلية للأصول المحتجزة في الشبكة بنسبة 38% منذ اعتقال "دوروف"، وهي إشارة تعكس استمرار حالة عدم الاستقرار بالتوازي مع انكماش نشاط المستخدمين.
لم تتعافَ هذه الرموز المرتبطة بـ Telegram حتى الآن، ومن المرجَّح أن تظل تحت تأثير اضطرابات حادة مع تفاقم المشاكل القانونية التي يواجهها "دوروف". برغم ذلك، لا يزال الوقت مبكرًا للحديث عن نهاية Toncoin، والتي حققت مكاسب بأكثر من الضعف منذ يناير.
Hamster Kombat ومشاريع TON الأخرى لا تزال متفائلة رغم اعتقال "دوروف"
يستهدف Telegram تحقيق أرباح عن طريق الاستفادة من منظومة TON، والتي توفر خدمات مدفوعة، وإعلانات، وتطبيقات مصغرة مثل Hamster Kombat، والتي تحقق دخلها جزئيًا في شكل عملات Toncoin. بدأ تقديم هذه الخدمات في عام 2020، وحققت بالفعل إيرادات كبيرة، كما تعزز دور TON في استراتيجية Telegram المالية بعد إطلاق برنامج تقاسم إيرادات الإعلانات في مارس، والذي يُكافئ أصحاب قنوات Telegram بعملات Toncoin مقابل استضافة الإعلانات.
وعلى أي حال، لا تزال المشاريع القائمة على TON تبدي مرونة جيدة حتى بعد اعتقال "دوروف". على سبيل المثال، تم إطلاق رمز Dogs المرتبط بإحدى إلعاب Telegram بنجاح، وبدأ التداول بالفعل بعد فترة وجيزة من الاعتقال. تواصل ألعاب Telegram الأخرى، بما في ذلك Hamster Kombat، التعبير عن دعمها لـ "دوروف" والتزامها بالخصوصية، كما تعهدت بالمضي قدمًا في تطبيق رؤيتها وخططها المعلنة. وأكدت منصات مثل Time Farm وقادة في مجال العملات الرقمية، مثل "ديفيد كانيتسكي" من Dominant Strategies، على ثقتهم في استمرارية السعي نحو اللامركزية ومقاومة الرقابة السلطوية كمحفزات للتطوير على سلسلة كتل TON.
تزعم لعبة Hamster Kombat أن عدد لاعبيها يبلغ حاليًا 300 مليون، كما وصل عدد مستخدمي تطبيق Notcoin المُصغر إلى 35 مليون بعد ثلاثة أشهر فقط من إطلاقه. وأقر "دوروف" في أبريل الماضي بأهمية تطبيقات سلاسل الكتل المصغرة كمحرك لزيادة تبني Telegram، وتوقَّع أن يتجاوز عدد المستخدمين مليار مستخدم في غضون عام.
تعقيدات إضافية
تتفاقم المشاكل القانونية التي يواجهها "دوروف" بسبب عوامل أخرى، بما في ذلك الادعاءات بتعرض هاتفه للاختراق في عام 2017 قبل عام من لقائه بالرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون". وأثار هذا الحادث تساؤلات حول المدى الذي وصلت إليه عمليات مراقبة واستهداف "دوروف" على مر السنين. علاوةً على ذلك، تشير بعض التقارير إلى أن "دوروف" قد زار روسيا عدة مرات منذ نفيه خارج البلاد في عام 2014، وهو ما أثار تكهنات نفاها "دوروف" وTelegram حول حقيقة علاقته بالسلطات الروسية.
دافعت شركة Telegram عن "دوروف"، مؤكدةً التزامها بخصوصية المستخدمين ورفضت هذه الادعاءات باعتبارها أكاذيب لا أساس لها من الصحة. وعلى أي حال، يظل ادعاء الشركة بعدم المسؤولية عن إساءة استخدام منصتها من قِبل أطراف أخرى، وكذلك رفضها الامتثال لطلبات الحصول على البيانات، أحد الأسس المتجذرة في إطار التزامها الأوسع بالحقوق الرقمية.
تداول العملات المشفرة بأمان مع StormGain
تسلط القضايا القانونية التي يواجهها "بافيل دوروف" في فرنسا الضوء على ارتفاع منسوب التوتر بين أنصار الخصوصية الرقمية والسلطات التنظيمية. وبينما يقاوم "دوروف" هذه الاتهامات، يظل التأثير الواقعي لتلك التطورات على مستقبل Telegram وTON وسوق العملات المشفرة ككل أمرًا غير مؤكدًا حتى الآن. وبرغم الجهود المضنية التي بذلها Telegram للحفاظ على حقوق المستخدمين في مراسلات آمنة، ستؤثر الضغوط القانونية على مؤسسه بكل تأكيد على الاتجاه المستقبلي للتطبيق وقدرته على التعامل مع تعقيدات المشهد التنظيمي العالمي.
هل تبحث عن منصةفي هذا السياق، تبرُز StormGain كخيار مثالي للمتداولين الذين يشغلهم هاجس الأمان ويبحثون عن منصة مستقرة لتداول العملات المشفرة.
توفر StormGain تطبيق للجوَّال ومنصة ويب سهلة الاستخدام، بالإضافة إلى أداة تعدين البيتكوين السحابية المُدمَجة لتحقيق أرباح أثناء التداول، فضلًا عن محافظ آمنة لتسهيل تداول وإدارة مجموعة واسعة من الأصول الرقمية، بما في ذلك رموز TON.
هل تبحث عن منصة شاملة وموثوقة للتداول والاحتفاظ وتحقيق أرباح من العملات المشفرة؟ انضم إلى StormGain اليوم، سجِّل في غضون بضع ثوانٍ، وابدأ التداول على منصة تعطي الأولوية لأمانك وخصوصيتك.
العلامات
التبادل BTC
جرب Bitcoin Cloud Miner واحصل على مكافآت تشفير إضافية بناءً على حجم التداول الخاص بك. إنه متاح على الفور عند التسجيل.
جرب Bitcoin Cloud Miner واحصل على مكافآت تشفير إضافية بناءً على حجم التداول الخاص بك. إنه متاح على الفور عند التسجيل.
StormGain
هي المنصة الأكثر شمولية للاستثمار في العملات المشفرة؛ إذ تسمح لك بشراء وبيع وتداول وتبادل والاحتفاظ وكسب فائدة على العملات المشفرة.
سجل الان